الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

فلسفة المعلم


بسم الله الرحمن الرحيم
الفلسفة التربوية للمعلم
لقد تقدمت بطلب توظيف الى مدرية التربية والتعليم تحت ضغط من الاهل ولم اكن ارغب ابدا ان اعمل في هذا المجال خصوصا اني كنت اعمل في عمل خاص  ، وكان وضعي ماديا ممتاز ولله الحمد . بعدة فترة من الزمن تلقيت اتصالا من مسؤولة التوظيف في التربية تقول لي مبارك  لقد تم تعينك كمعلم في احدى المدارس . لم اعرف ما ارد عليها بسبب تزاحم الافكار في راسي . ما حجم هذه المسؤلية التي القيت على عاتقي ؟ هل استطيع هل استطيع تحمل هذا العبء وخصوصا ان المعلم يقع على عاتقة تربية اجيالا  كامله ولو ان الامر تكاملي مع باقي الزملاء الا ان الوقت الذي ساقضيه مع الطلاب هو مسؤلية عظيمة ، توجهت في اليوم التالي الى المدرسة التي سادرس فيها ، دخلت غرفة الادراة ، استقبلني مدير المدرسة ورحب بي وقال لي كلمات كانت القوة التي جعلتني اتغلب على كل الافكار السابقة ( قال انا اعرف المعلم من اول لحظة اذا كان معلما ناجحا او فاشلا ، ثم قالى انت اكيد ستكون من المعلمين المميزين في المدرسة لذلك ساعطيك تدريس الصفوف من العاشر الى الثاني عشر ، شعرت بعظم المسؤولية وخصوصا اني سادرس ثلاث  شعب توجيهي ، قلت له انشاء الله اكون عند حسن ظنك بي . عندما رجعت الى البيت اخذت احضر لكل الدروس وكاني طالب جامعي سيتقدم الى امتحاناته النهائية فهي  التي ستقرر مصيره . وتذكرت قولة تعالى ( وقل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون  ) كانت  خاصية تلك  المدرسة ان الصفوف فيها من التاسع الى الثاني عشر فكل صف يحتوي على اربعة شعب عدا الثاني عشر . استفدت كثيرا من هذه الميزة فكنت اصحح اي اخفاق لي عند ذهابي الى الشعبة الثانية وكذلك الحال في باقي الشعب بدات اشعر بتقبل الطلاب وحبهم واحترامهم لي وهذا الامر زادني اصرار على الجد والتعب من اجلهم ، ومن اجل ان ارضي الله عز وجل فالمعلم يحمل  رسالة سامية ولو ظلم في اجره . في السنة الثانية لي وبعد ان استقرت اموري وشعرت بالراحة التامة ، ووجدت ان الهواجس التي لازمتني في البداية ما كانت الا وهم وتحولت كلها الى حوافز من اجل تقديم ما استطيع وبكل جهد
لقد فكرت بمشروع حاولت تطبيقه وكانت فكرة المشروع تتمحور حول ( التعليم الالكتروني ) وبدانا العمل  على هذا المشروع ، وطبقنا بعض الحصص في عدة مواد منها العلوم والتكنولوجيا والتربية الاسلامية وكانت النتائج رائعة حتى ان بعض الزملاء ممن اشركناهم هذه التجربة اثنا على المشروع  ولكن ضيق الوقت وبعض الصعوبات حالت دون اكماله ولو لكتاب
وهذه قصة حدثت معي ذات مرة ، اذ كلفت بتدريس مادة الفنون للصفين العاشر والحادي عشر وانا لا اجيد ذلك فكانت من اللحظات الصعبة التي واجهتها . فكرت كثيرا في هذا الامر حتى اهتديت الى احضار فيديو يبين كيفية رسم موضع ميعن خطوة بخطوة . فانقلب الامر بعد ذلك الى متعة كبيرة لحصة الفن معي ومع طلابي ووجدت الثناء من مشرف الفن على هذا العمل
اسال الله ان يوفقنا الى الطريق الصحيح وان نطور انفسنا قدر استطاعتنا وان نخدم ديننا واولادنا وان نقدم لهم كل ماهو مفيد
وكلي امل ورغبة ان يصبح التعليم في بلادنا تعليم من اجل التقدم ومواكبة ركبة الحضارات وان نبتعد عن تخزين المعلومات في عقول الطلاب من اجل الامتحانات والدرجات وفي النهاية لا يتماشى مع الحياة العملية كما هو الحال في وقتنا الحاضر